الفصــــــــــــــــــل الأول
نجاحك ظل لإدراكك و عزيمتك
إن أكثرنا يتبرم بالظروف التي تحيط به, وقد يضاعف ما فيها من نقص و حرمان و نكد, مع أن التاعب و الآلام هي التربة التي تنبت فيها بذور الرجولة , و ما تفتقت مواهب العظماء إلا وسط من ركام المشتقات و الجهود
السعادة مطلب انساني
هناك حقيقة هامة مغروسة في الطبيعة كل انسان, و هي أنه يرجو السعادة لنفسه, يحب ان يكون ناجحا عمليا, ناجحا اجتماعيا و ماديا, يحب ان يكون صاحب أسرة تعيش حياة هادئة, تظللها مشاعر المودةو الرحمة
فهل حقق كل واحد منا ما يرجو لنفسه من هذا كله؟ ليسأل كل واحد نفسه: انت سعيد؟ هل انت ميسور ماديا.. و فوق هذا كله: هل انت متزن روحيا؟ فليس كل ناجح في عمله متزنا روحيا.. و قد قامت إحدى الجامعات الامريكية باحصاء كانت نتيجته ان اقل من 3 بالمئة من سكان العالم ناجحون متزمون..نعم,فقد يكون الانسان ناجحا لكنه غير متزن, روحه بائسة, مزاجه مضطرب, و القليل من الناجحين من يجمعون بين النجاح و سمو الروح...ا
هل يستقيم الظل... و العود أعوج....؟
من الممكن ان يعمل الانسان طوال عمره، يفكر و يبتكر و يضاعف الجهد و يحقق أهدافا كثيرة، و لكم... يبقى امامه ما يجعله يشعر بالنقص، و ان له اهدافا لم يحققه
فما الذي يجعل الانسان الناجح يصل لمرحلة يشعر عندها باكتئاب حاد، لا يشعر معه بقيمة بقية ما حققه من النجاح؟ أذكر انه في ‘حدى الدورات سألت الحاضريين سؤالا: من يريد منكم دخول الجنة؟ فأجاب الجميع برغبتهم في دخولها.. فسألتهم ثانية: فما الذي قدمه كل منكم لدخول الجنة؟ او ما الذي فعله كل منكم ليكون ناجحا في حياته؟
و هنا سمعت منهم اجابات عجيبة، تحمل اعذارا واهية، بعضهم يلقى اللوم على ابويه او اسرته، و بعضهم يعلق عدم سعيه على ماض ارهقه نفسيا، او على احوال اجتماعية او اقتصادية لا تشجع على التفكير و الابداع...و غير ذلك من الاعذار التي يظل الانسان يرددها و يكرر التعليق عليها، حتى يصدقها و تصبح جزءا من اعتقاده، و تِثر في سلوكه بشكل تلقائي
فكيف ينجح انسان اعتقد في داخله انه عاجز عن النجاح؟ كيف ينهض انسان يرى ان كل ما يحيط به يقف ضده؟ كيف يسعد انسان اعتقد انه يفقد كل اسباب لسعادة فاصبح منفعلا و ليس فاعلا.. اصبح ينتظر مددا يأتيه من خارجه لا من داخلية نفسه. فتخيل انسان بداخله كل هذه المشاعر من البؤس و العجز، من اين ياتيه النجاح و الاتزان الروحي...؟
فعل نشعر ال‘ن بقيمة الدعاء الذي علمنا النبي صلى الله عليه و سلم ان ندعو به:{ اللهم اني أعوذ بك من الهم و الحزن ، و اعوذ بك من العجز و الكسل، و أعوذ بك من الجبن و البخل، و اعوذ بك من غلبة الدين و قهر الرجال}ا
أضف الى عمرك اعمار اللآخرين
و أقصد من ذلك أنه عليك ان تستفيد من تجارب الىخريين و خبراتهم بالقراءة وسعة الاطلاع بالاحتكاك المباشر مع الناس سعوا للنجاح و ظنوا انهم وصلوا اليه
لقد التقيت العديد من الناس في مختلف البلاد، و كنت أسألهم: ماذا تعمل لكي تكون ناجحا؟هل النجاح سر من الاسرار؟ ما معنى النجاح؟
و اذا كانت هذه المعني غير واضحة في ذهني فقد تكون واضحة في أذهان آخرين...ولا حرج في البحث لسؤال
كنت في احدى الدورات بامريكا الشمالية ، و امامي حوالي ألف شخص، و سألتهم: ما النجاح بالنسبة لكل واحد منكم؟ و اختلفت الرؤى و الافكار
كان نجاح أحدهم في المال، فإذا خقق مبلغا معينا شعر بسعادة النجاح
و كان نجاح أحدهم انه يصل الى مرحلة يشر فيها انه يعيش لحظنه الراهنة كأنها آخر لحظات حياته، لانه من الممكن ان تكون بالفعل آخر لحظات حياته
و بعضهم رأى النجاح في العلاقات الناجحة، و بعضهم رآه في اتزان الروح، و بعضهم في تكوين العائلة المستقرة.... و غير ذلك ومع ذلك
فقد قابلت من حقق المال، و من نجح في علاقاته، و اكثرهم شقي النفس ، مضطرب الروح، يشعر بالنقص دائما...فاذا كان شي مما رآه ، فهناك ما لا تتم سعادة الانسان بدونه، و هو شي يضئ النفس من داخلها و لا يشرق عليها من جانبها فانت .... انت.... مصدر النجاح او السبب
أنواع ستة
حكى لي سائق تاكسي أنه يعمل سائقا على هذا التاكسي منذ ثلاثين عاما، و مع ذلك لا زال يشكو من صعوبة الاحوال الاقتصادية...
فسألته سؤالا: هل فكرت يوما ان تمتلك هذا التاكسي؟ فقال لي مندهشا : يبدو انك لا تعيش على كوكبنا انما تعيش في كوكب ىخر ... فقلت له: نعم ، انا اعيش في كوكب آخر، كوكب الايجابيين... ثم سالته: عندما تخرج من بيتك للعمل ما الذي تفكر فيه ؟ قال: افكر في العمل على هذا التاكسي للحصول على بعض المال أعود به لبيتي و اولادي
أر ايتم أعزائي القراء
هذا الرجل جعل كل تركيزه منذ ثلاثين عاما انه سائق على تاكسي و ليس مالكا له... و العقل دائما يفكر في الحيز الذي يضعه فيه الانسان
الرجل اليجابي في مثل هذا الموقف يفكر من اليوم الاول في كيفية امتلاك مثل هذا التاكسي، فيعمل عقله في التفكير في خطوات تحقق هذا الهدف، و يبحث عن صديق او قريب ليشاركه في ملكية التاكسي، او يسأل صاحب التاكسي ان يفكر قي بيعه... و هكذا تعمل قدراته لعقلية في خطوات تحقيق هدفه
لقد رايت من خلال دوراتي و انتقالتي بين البلاد ان البشر ستة انواع
يتــــــــــــــــبع ................................